يا نصــــر.. طولة صبـــــــــر وضيقة صـــــــدر

لم تخف الجماهير النصراوية قلقها من توجهات الادارة الحالية القائمة على شؤون النادي بعد أن ضربت الموسمين الماضيين بتطلعاتهم عرض الحائط دون أن تستفيد من العثرات السابقة والاخطاء التي ظل المقربون من الفريق من لاعبين سابقين وفنيين يوضحونها، وامتعضت من الصفقتين اللتين أبرمتا مع وليد الطائع وعدنان فلاتة كونهما دون الطموحات والمأمول، حيث أن الاول مصاب بالرباط الصليبي والاخر لم يكن مرضيا لجماهير نادييه السابقين، وتوقعت الجماهير النصراوية استمرار انخفاض وتدهور مستوى ناديها في حال لم يتم التصحيح لاسيما بعد أن خرج الفريق خالي الوفاض ودون تحقيق أي بطولة رسمية في الموسم الماضي، رغم مشاركته في خمس مسابقات هي بطولة أبطال اسيا للاندية ودوري زين للمحترفين السعودي وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، وهو ما حمله فنيون لإدارة الفريق وفشل التعاقدات مع المدربين واللاعبين المحترفين، حيث رأى المنسق الفني لنادي النصر علي كميخ أن اسباب غياب الفريق عن تحقيق البطولات في هذا الموسم منطقية بسبب التغيرات التي تحدث للفريق كل موسم، من تغيير المدربين واللاعبين المحترفين ممتدحا التعاقدات مع اللاعبين المحليين في السنتين الاخيرتين، وقال: يجب أن نستفيد من هذا الدرس في المواسم المقبلة باختيار المدرب الجيد والمحترفين المميزين واليقين بأن النصر لن يعود الى تحقيق البطولات الا في حالة عودة لاعبيه ركائز في المنتخب الوطني الاول كما في السابق بتواجد العديد منهم مثل ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وصالح المطلق وابراهيم ماطر وفهد الهريفي والعديد من الاسماء، ووجه رسالة الى لاعبي النصر بأن يكون طموحهم التواجد في المحافل الدولية مع المنتخب لتعود البطولات، مطالبا بالعمل الإداري المنظم المتكامل واختيار العنصر المناسب وعودة أعضاء الشرف للتواجد في النادي ودعم مسيرة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن مستوى القطاعات السنية في النصر يعد من الابرز في ظل الاهتمام الكبير من قبل ادارة النادي.
بينما قال مدير عام نادي النصر السابق عبدالله الشويهل بأن الفترة الحالية التي يمضي بها الفريق تعتبر فترة مهمة ومفصلية في تحديد مسيرته في المواسم المقبلة، حيث أدت الظروف الصعبة إلى تذبذب مستواه الفني في الموسم الماضي، ونحن متفائلون بوجود الرئيس الأمير فيصل بن تركي وحرص ادارته على مصلحة النادي وعودته الى الطريق الصحيح، وجميع النصراويين بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع اعضاء الشرف المقبل والذي يجب أن تسوده المحبة والتفاؤل والتكاتف للمصلحة النصر، مشيرا إلى أن النادي في هذه الفترة بحاجة كل شخص مخلص من لاعبين سابقين واعضاء شرف وجماهير، ونتمنى أن يوفق المنسق الفني الجديد للفريق علي كميخ الذي يعتبر من ابناء النادي من العمل بشكل مميز، سيما وانه قد سبق وان حدثت مثل هذه الظروف للفريق من تذبذب في المستويات وتفرق اعضاء الشرف في موسم 1413هـ ولكن استطاع الرئيس الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ انتشال الفريق وجعل جميع النصراويين بيد وقلب واحد فعاد الفريق بصورة قوية ومبهرة في موسم 1414 و1415 بتحقيق بطولتين وهذه الفترة تعتبر مشابهة لنفس الظروف التي حدثت للفريق في تلك الفترة، ويجب على الادارة ضخ بعض اللاعبين المحليين لصفوف الفريق في الموسم المقبل، والتعاقد مع مدرب يطابق اسلوب لعب وتكتيك الفريق وبإذن لله سيعود فارس نجد الى التألق وتحقيق البطولات.
بدوره قال عضو ادارة نادي النصر السابق عبدالعزيز الدغيثر أنه بحاجة الى وقفة رجاله من اعضاء شرف ولاعبين وجماهير، فالفريق في الوضع الحالي يعيش مرحلة انخفاض في المستوى ويجب على القائمين بالنادي سرعة إصلاح الوضع ليعود الفريق الى أوج مستوياته ولكن يتطلب ذلك عملا منظما باتخاذ القرارات التطويرية بجلب لاعبين محليين من اندية أخرى، وكذلك التعاقد مع مدرب يمتلك الخبرة والمعرفة الجيدة بالكرة السعودية لسرعة دخوله في أجواء الموسم الرياضي، ونحن في فترة سابقة قد حققنا بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد بفضل الاصرار والتكاتف الذي كان يحظى به الفريق في تلك الفترة من قبل اعضاء شرف النادي وكذلك الجماهير، ويجب على الجماهير الصبر على مستقبل الفريق في الفترة المقبلة وجعل الادارة تعمل بهدوء من أجل عودة شمس النصر للبطولات.
ويرى المدرب الوطني بندر الجعيثن بأن مشكلة النصر الاساسية تكمل في ادارة النادي، حيث لها السبب الكبير في تدهور وانخفاض مستوى الفريق وابتعاده عن منصات التتويج وذلك بسبب عدم اعتمادها واستشارتها لنجوم الفريق السابقين في اتخاذ القرارات على الرغم من امتلاك النصر للعديد من الاسماء اللامعة التي من الممكن أن تحسن اختيار لاعبين محليين ومحترفين اجانب للفريق ولكنها فضلت اختيارها فقط، والمشكلة الاخرى هي تعدد الاجهزة الفنية على الفريق والتي أدت لخسارته أمام فرق متوسطة يفوقها النصر امكانات وخبرة، وتعتبر نقطة ضعف الفريق في السنوات الاخيرة هي في حراسة المرمى وخانة الدفاع، حيث ظلت مصاحبة للفريق في كل موسم دون إيجاد حل، ولذلك تلج الاهداف في شباك الفريق بكل سهولة، وعلى الادارة أن تحسن الاختيار بجلب لاعبين محليين في خانة الدفاع باختيار من قبل لاعبي الفريق السابقين المخضرمين وكذلك حضور مدرب عالمي يقود الفريق الى الاستقرار الفني.

الطائع وفلاتة
بدوره أحدث تعاقد إدارة النصر مع مدافعي الحزم والاتحاد وليد الطايع وعدنان فلاتة انقساما بين جمهور النادي، إذ يتوقع عدد منهم أن يكون اللاعبان مقلبين شربهما العالمي، مستدلين بأحمد الدوخي وصالح صديق، بينما فضل آخرون التريث ومنح اللاعبين الفرصة لتقديم ما لديهما مستشهدين بعمر فلاتة وحسين عبدالغني وخالد زيلعي.
رأى غالب الروقي أن النصر لن يحقق أي بطولة في ظل الفكر الإداري البائس المعتمد على جلب أي لاعب دون النظر لمستواه، مشيرا إلى أن الفريق يعاني منذ سنوات بسبب الاعتماد على رجيع الأندية، وتساءل قائلا: ماذا استفدنا من جلب صالح صديق أو أحمد الدوخي؟ معربا عن تشاؤمه من مستقبل الفريق في ظل الخطوات غير المحسوبة التي ستجعل الفريق خارج دائرة المنافسة.
ولفت الروقي إلى أن الأندية تعمل وتستقطب لاعبين على مستوى عال مثل فرق الهلال، الاتحاد، الشباب، الأهلي، بينما تغط إدارة النصر في سبات عميق. واتفق المشجع مشعل الشيباني مع حديث الروقي، مؤكدا أن النصر لن يحقق أي بطولة في ظل الفكر الذي يعتمد على رجيع الأندية ولا يبحث عن النجوم، ملمحا إلى أنه إذا كانت إدارة النادي عاجزة فلتستقل لتستريح وتريح وتفسح المجال للغير. وقال الشيباني: ضحينا بأوقاتنا وصحتنا وأموالنا من أجل مرافقة النصر أينما حل وارتحل ونؤازره ونرفع من معنوياته لكن الإدارة قابلت هذه التضحيات بصفقات مؤلمة، خصوصا أننا نرى الأندية الأخرى تسابق الوقت للتعاقد مع نجوم كبار لهم وزنهم على الخارطة المحلية والعربية والدولية. وطالب الشيباني بإلغاء صفقة فلاتة والتراجع عنها لأن اللاعب لن يضيف شيئا للنصر، بعد أن فشل مع الاتحاد والوحدة، متسائلا: هل النصر أصبح مأوى للاعبين الفاشلين؟!